٧ أبريل ٢٠٢٥ - ٠٢:٥٠
صواريخ «القسام» تضرب العمق مجدّداً: العدو نحو توسيع «المنطقة العازلة»

ويمكن قراءة التطورات المشار إليها في سياق الهدف الإسرائيلي المعلن، والمتمثّل بتوسيع المنطقة العازلة على حدود القطاع الشرقية والشمالية، وهو ما تكرّر ذكره على ألسنة قادة جيش الاحتلال، والذين تحدّثوا عن ضرورة أن تتجاوز مساحة تلك المنطقة الكيلومترين.

وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ تتّجه الأوضاع الميدانية في غزة إلى مزيد من التعقيد، بعدما وسّع جيش الاحتلال عملياته البرية في مناطق القطاع كافة. وإذ شرع العدو في تهيئة المساحات التي توغّل فيها خلال الأيام الماضية في مناطق الشجاعية شرقي مدينة غزة، والمنطقة الفاصلة بين مدينتي خانيونس ورفح، لبناء مواقع عسكرية ودشم ترابية وإسمنتية، فإن ذلك يؤشّر إلى أن العملية الحالية تتجاوز أهداف الضغط الذي من شأنه أن يحرّك مياه مفاوضات صفقة تبادل الأسرى الراكدة. ووفقاً لشهود عيان، فقد بدأت عدد من «البواجر» والجرافات والآليات الثقيلة في العمل على تلة المنطار التي تكشف حي الشجاعية بشكل كامل. أما في محور «موراج» المُستحدث، والذي يفصل مدينة رفح عن باقي مناطق القطاع، فقد شهدت ليلة أمس العشرات من التفجيرات الكبيرة الناجمة عن عمليات نسف وتسوية ما تبقّى من مبانٍ في تلك المنطقة.

ويمكن قراءة التطورات المشار إليها في سياق الهدف الإسرائيلي المعلن، والمتمثّل بتوسيع المنطقة العازلة على حدود القطاع الشرقية والشمالية، وهو ما تكرّر ذكره على ألسنة قادة جيش الاحتلال، والذين تحدّثوا عن ضرورة أن تتجاوز مساحة تلك المنطقة الكيلومترين. وفي غضون ذلك، واصلت الطائرات الحربية والمُسيّرة استهداف تجمعات المواطنين والمنازل المأهولة؛ وسجّل يوم أمس ارتكاب العدو لعدد من المجازر، أبرزها استهدفت فرناً شعبياً في شارع النخيل في شارع الشعف في حي التفاح شرقي مدينة غزة، وتسببت باستشهاد 6 أطفال وإصابة العشرات.

كما استشهد أربعة مواطنين في استهداف منزل لعائلة أبو عيسى في مدينة دير البلح وسط غزة، وأربعة آخرون في استهداف تجمع للمواطنين في منطقة عزبة عبد ربه شرقي مخيم جباليا شمالي القطاع، فيما أفادت المصادر الطبية بارتقاء 19 مواطناً في عمليات قصف متعددة لخيام النازحين والمنازل المأهولة في مدينة خانيونس والمنطقة الإنسانية الآمنة في منطقة المواصي، وباستشهاد 31 مواطناً أيضاً منذ ساعات نهار أمس، وحتى مساء اليوم ذاته.

وفي المقابل، أعلنت «سرايا القدس» تمكّنها من تدمير دبابة إسرائيلية بعبوة «ثاقب» في منطقة التوغل شرقي حي الشجاعية. كما أعلنت «كتائب أبو علي مصطفى» إسقاط طائرة مُسيّرة كانت تقوم بمهمات استخبارية في مناطق شرق القطاع. أما التطور الميداني الأبرز، فتمثّل بتمكّن «كتائب القسام» من استهداف مدينتي عسقلان وأسدود برشقة صاروخية مكوّنة من 10 صواريخ، هي الأكثر كثافة منذ استئناف حرب الإبادة. وتداولت مواقع عبرية مشاهد لسقوط أحد الصواريخ في مدينة عسقلان، فيما أفادت صحيفة «يسرائيل هيوم» بإصابة ثلاثة مستوطنين من جراء شظايا الرشقة نفسها والتدافع إلى الملاجئ في أثنائها.

وعلى الصعيد السياسي، رجّحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن تفضي جولة المفاوضات المرتقبة إلى اختراق قد يؤدي إلى العودة إلى الهدوء، خصوصاً قبيل عيد الفصح، والذي يبدأ في 12 نيسان الجاري. ويعزّز هذا الترجيح، وفقاً للصحيفة، مشاركة مبعوث الرئاسة الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في الاجتماع المُزمع عقده بين رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في واشنطن.

وإذ يأتي ذلك في سياق الضغوط التي يمارسها الأميركيون على الوسطاء لإعادة جميع الأطراف إلى دائرة المفاوضات، يدور الحديث حول صيغة وسطية تقع بين استعداد حركة «حماس» للإفراج عن خمسة أسرى أحياء، وما تطالب به إسرائيل من إطلاق سراح 11 أسيراً. وتقدّر صحف عبرية أن الدعم الأميركي لاستئناف القتال وزيادة الضغط العسكري مرتبط بسقف زمني، وخصوصاً في ظل زيادة أعداد الضحايا والضغط الدولي لوقف الحرب وإنهاء الحصار الذي يتهدّد حياة مليونين ونصف مليون إنسان.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha